أنثى على جدار الزمن

كلمات بللتها دموع أنثى واقفة على جدار الزمن.. أنثى لم يرزقها الله بالذرية وتتمنى أن ترى مولوداً يضيء حياتها المظلمة.. حاولت أن أكتب تلك المعاناة على لسانها فماذا كانت تقول حينما كانت تناجي تلك الفرحة الضائعة.

يا ابتساماتي الغائبة.. ويا فرحتي المفقودة.. يا منتهى الأحلام.. ويا فرحتي أنت بين الأنام.. آآآآآآآهـ لقد سُرقت مني فرحتي بذلك الخبر الصاعق الذي طعنني به ذلك الطبيب في أعماق قلبي حينما قال أملك في الحمل ضعيف جداً " عقيم".. ليته لم يقلها لي وتركني هائمة على شاطئ الانتظار.. ليته تأنى ورحم ضعفي.. كل الثقة التي كانت تقودوني قبل الدخول إليه.. أصبحت كموج صارخ من الألم أغرق أدق تفاصيلي.

كم تمنيت طفلاً صغيراً أسكنه بين دفئ أحضاني.. أناجيه إذا نام الناس.. أطعمه إذا جاع.. أرعاه وأسهر حتى تغمض جفونه.. أشتم عبق رائحته.. أتعب لكي يرتاح.. أشقى لكي يسعد.. أوجعُ لكي يشفى.. كم تمنيت أن أرسم أدق تفاصيل ابتسامتي على ذلك الجسد الصغير الذي في علم الغيب حضورهـ..

هل سأسمع يوماً طفلاً يقول لي كلمة ماما وأكون المقصودة؟؟ لو رزقت ذلك الطفل فسأضمه ضمه لن يفرق بيننا سوى القبر......

أيها القدر لو كان يأتي الرجاء بالبكاء فقد بكيت حتى جفت المآقي من الدموع وها أنا أبكي دماً.. وإن كانت الأماني تأتي بالحزن فأقول إن الحزن قد تمكن مني حتى أنه علق جرساً على رقبتي كي لا أنسى.. وإن كان على الألم فافتحوا على قلبي وستجدون الإجابة بين حنايا الوجدان.

هل يا ترى سأحس يوماً بطفل بين أحشائي؟.. هل سأرى بطني يكبر كالنساء معلناً ميلاداً جديداً؟.. حينها لن أكون أسعد نساء الأرض فحسب.. بل سأخلق كلمة جديدة تعبر بصدق عن سعادتي.. أم ستغيب شمس الأمل في بحر التمني والألم؟؟

لكن ومع هذا الألم فلدي أمل.. فأنا لم أقطع الرجاء بربي.. فأنا أناجيه كل يوم وأسأله.. ولا بد أن يستجيب لي نعم فهو أدرى بحالي فليس لي سواهـ.. ولن أفقد الأمل فيه يوماً.. وسأظل أطلبه وأرجوهـ.. وأتوسل إليه.. حتى بقايا آخر نفس في حياتي...

كُتبت بقلم احلى حب