منذالاستقلال الى يومنا هذا
1- مقدمة
بعد صدور قرارات مؤتمر الصومام والتي من بينها إنشاء
تنظيمات تابعة لجبهة التحرير الوطني،وبعد ميلاد الاتحاد العام للطلبة
المسلمين الجزائريين والاتحاد العام للعمال الجزائريين ،رأت جبهة التحرير
الوطني ضرورة إيجاد تنظيم رياضي يحمل إسمها ويكون سفيرا لها في المحافل
الدولية لما للرياضة من شعبية على المستوى العالمي وخاصة كرة القدم فقررت
تأسيس فريق لكرة القدم من اللاعبين الجزائريين المنتمين إلى البطولة
الفرنسية ،ووجهت نداء إلى هؤلاء اللاعبين للإلتحاق بالثورة.
2- إلتحاق اللاعبين الجزائريين بالثورة
يعود تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم إلى ربيع
سنة 1958 وبالضبط في شهر أفريل حين أعلن فجأة عن مغادرة اللاعبين
الجزائريين الذين يلعبون في البطولة الفرنسية سرا إلى تونس عن طريق الدول
المجاورة ،وكانت ضربة قاضية للشرطة الفرنسية التي لم تتمكن من إكتشاف
الأمر ،وإنتصارا لجبهة التحريرفي فرنسا،خاصة وأن هؤلاء اللاعبين كانوا من
أبرز الرياضيين في مجال كرة القدم وكان بعضهم مؤهل للعب ضمن الفريق
الفرنسي المتأهل إلى كأس العالم بالسويد 1958.
3- تشكيل فريق جبهة التحرير الوطني
بعد مغادرة اللاعبين الجزائريين لفرنسا والتحاقهم بتونس تم
تشكيل فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم عقب النداء الذي وجهته الجبهة
إلى كل اللاعبين الجزائريين في فرنسا والذي رافقه صدى إعلامي كبير على
الصعيد العالمي، خاصة وأن العالم كله يراقب التحضيرات المكثفة للمشاركة في
كأس العالم ، كما أثر الحادث كثيرا على الشرطة الفرنسية التي لم تتمكن من
التفطن للعملية.
بعد تشكيله بتونس تحت قيادة بومزراق قام فريق جبهة التحرير
الوطني بتمثيل القضية الجزائرية في المحافل الدولية ، فسافر عبر أقطار
عديدة من تونس إلى بكين وبلغراد وهانوي وطرابلس والرباط وبراغ ودمشق
وغيرها من العواصم التي نزل بها حاملا علم الجزائر ، وقد لعب فريق جبهة
التحرير الوطني 62 مقابلة فاز في 47 مقابلة وتعادل في 11 منها وانهزم في
04 مقابلات فقط.
وواصلت تشكيلة فريق جبهة التحرير دورها الرياضي النضالي إلى غاية 1962 أين شكلت النواة الأولى للفريق الوطني الجزائري.
تشكيلة فريق جبهة التحرير الوطني
-مخلوفي - برطال - شابري - حداد
-بن تيفور -مازوزة - بومزراق - بن فضة
- زيتوني -بوشوك - زوبة - معوش
- بوبكر -كروم - براهيمي - بوشاش 1
ـ دودو -بوشاش 2 - بوريشة - بخلوفي
- ستاتي. -كرمالي - دفنون - سوخان 1
-عريبي -واليكان ـ سوخان 2 - رواي .
2/الجيل الذهبي ( عصر التتويجات و الانجازات ) * ( تحقق الحلم )
بفضل مجموعة من اللاعبين المتميزين ( رابح ماجر, لخضر
بلومي, صالح عصاد, مصطفى دحلب, نور الدين قريشي ....) وبعد ميدالية ذهبية
في الألعاب الافريقية 1978 و أخرى في ألعاب البحر الأبيض المتوسط استطاعت
الجزائر أن تصل الى نهائيات كأس العالم عامي 1982 باسبانيا و 1986
بالمكسيك.
العالم بأسره يتذكر عندما قهر
الجزائريون الألمان في كأس العالم 1982 وسمي ذلك الحدث ب: "ملحمة خيخون"
حيث فاز الخضر على أحد المرشحين للتتويج بالكأس 2-1 في أول ظهور للجزائر
في هذه المنافسة بعد ذلك تعثروا أمام النمسا 0-2 ثم تفوقوا على الشيلي 3-2
لكن 4نقاط ( الفوز تلك الفترة كان = 2 ن ) لم تكفي لتأهل الخضر الى الدور
الثاني بسبب التلاعب في نتيجة مباراة ألمانيا-النمسا ( جاء الاعتراف منذ
أشهر فقط أي بعد 25 سنة على لسان بريغل و كرانكل ) ومنذ تلك الدورة غيرت
الفيفا قوانين البرمجة حيث صارت اللقاءات الأخيرة الخاصة بالمجموعة تلعب
كلها في نفس التوقيت لتجنب الغش.
4 سنوات بعد "ملحمة خيخون": انتقل
الخضر الى المكسيك بقيادة "الشيخ" رابح سعدان للمشاركة في دورة كأس العالم
1986 و كانت المشاكل قد شتت من شمل الفريق وهذا ما أدى الى المردود
المتواضع رغم التعادل مع ايرلندا الشمالية 1-1 و المباراة التارخية التي
خسرها الخضر أمام البرازيل بهدف جاء اثر خطأ في الدفاع مع وضوح سيطرت
الجزائر لدرجة أنه من يغض النظر عن لون اللباس لا يفرق بين الجزائر و
البرازيل ثم انهزم الخضر مع المنتخب الاسباني نتيجة التعب و الارهاق.
على المستوى القاري, في رصيد الخضر نجمة واحدة أي تتويج
واحد كان سنة 1990 في الجزائر ( البلد المنظم ) حيث وصلت الى النهائي من
دون عناء كبير وفازت على نيجيريا بهدف جميل أمضاه "شريف وجاني".
3/ الكارثة العظمى ( العشرية السوداء )
بعد 1990 دخلت الجزائر في دوامة العشرية السوداء ( وقت
الغفلة كما يسميها البعض ) حيث تضررت كل المجالات ومست بشكل ملحوظ كرة
القدم في بلادنا فتوالت المهازل و الكوارث حتى صار الفريق الوطني يقدم
أداءا بعيدا كل البعد عن مستواه المعهود, من منا لا يتذكر حادثة 1994
عندما أقصي الخضر من كأس افريقيا بسبب اقحام لاعب معاقب و سنة 1998 عندما
كانت الجزائر أحد الفرق المرشحة لنيل التاج الافريقي بقيادة مهداوي لكنها
سرعان ما صارت أحد الفرق التي تخرج من الباب الضيق ومن منا لا يوجعه قلبه
عندما يتذكر الاهانة أمام مصر 5-2 و الهزائم مع الدول الافريقية التي كانت
لا ترى المنتخب الجزائري الا في التلفزيون ففي هذه الفترة الصعبة التي مر
بها منتخبنا كانت أحسن النتائج هي التأهل الى الدور الربع النهائي سنتي
1996 و 2000 لكأس افريقيا, أما عن كأس العالم ( خلي البير بغطاه ).
4/ ميلاد جيل جديد ( عودة الأمل ) * ( الحلم عاد ليراودنا )بعد تأهل الخضر الى نهائيات كأس أمم افريقيا 2004 بتونس ظن
الجميع أنها ستكون مهزلة جديدة للمنتخب, لكن العكس هو ما حدث لان الجزائر
فرضت التعادل على العملاق الكامروني و قهرت مصر رغم النقص العددي ( سجل
أشيو هدفا تاريخيا ) و في دور الربع لعبنا مع المغرب و كنا متأهلين حتى
الدقيقة 91 لكن الرياح لم تجري كما تشتهيه السفن, أخطاء فادحة في الدفاع
أدت للخسارة فانتهت المباراة و خلفت أحداثا كارثية في الملعب و شوارع
مدينة سفاقس التونسية راح ضحيتها العشرات من الجزائريين الأبرياء ( رحمهم
الله ), صحيح أنه ضيعنا التأهل لكن كسبنا فريقا و لاعبين شباب ( زياني ..
منصوري .. يحيا .... ) يبللون القميص من أجل الألوان الوطنية ... تبقى
النقطة السوداء الكبيرة هي الغياب عن كأس أمم افريقيا 2006 و الهزيمة
النكراء أمام الغابون 0-3 في عقر الداروكدلك كاس افريقيا 2008.
وهاذا هو الجيل الي بربي راح ياهلنا لمونديال 2010.