منذ 16 عامًا، والكرة العربية تبحث عن أى انتصار لها فى منافسات المونديال،
فبعد نجاح المنتخب السعودى فى العبور للدور الثانى فى مونديال 1994،
والكرة العربية تبحث عمّن يحجز لها مقعدًا بين كبار المونديال دون أن يخرج
من أول بوابة.
وبعد انقطاع طويل، دام 24 عامًا، جاءت الجزائر لتكون الممثل الوحيد للكرة
العربية فى منافسات المونديال الحالى.. الـ"خضر" نجحوا فى التأهل إلى
المونديال على حساب المنتخب المصرى بالمباراة الفاصلة الشهيرة التى أقيمت
فى أم درمان.
وبدون النظر للواقع الفنى للمنتخب الجزائرى، الذى ظهر بمستوى ضعيف ومهزوز
خلال منافسات كأس الأمم الأفريقية، فإن الجماهير العربية سارت "بعواطفها"
خلف "محاربى الصحراء" الذين وقعوا فى المجموعة الثالثة مع منتخبات أمريكا
وسلوفينيا وإنجلترا.
مع أول مباراة للجزائر، أمام المنتخب السلوفينى، ظهرت العديد من الثغرات
الفنية داخل صفوف المنتخب الجزائرى، خاصة فى خط الهجوم الذى بدا منعزلاً عن
بقية خطوط الخضر.
أمام سلوفينيا، كانت فرصة الجزائر الوحيدة لاقتناص فوز، يمنحها ثلاث نقاط
مهمة، قبل مواجهة إنجتلرا وأمريكا.. لكنّ محاربى الصحراء لم يستغلوا الفرصة
على الإطلاق وتسبب خطأ ساذج ارتكبه فوزى شاوشى حارس المرمى فى هزيمة
الجزائر بهدف نظيف.
فى المباراة الثانية، عدّل الخضر من أوضاعهم، بتغيير طريقة اللعب وإشراك
بعض الوجوه الجديدة، وظهر المنتخب الجزائرى بصورة متميزة أمام أسود إنجلترا
التى أصابها الوهن فى المونديال الحالى، كانت الجزائر منظمة دفاعيًا، ولكن
غاب عنها كالعادة التهديف، وظلت عقدة هز الشباك قائمة.
وجاءت المباراة الثالثة والأخيرة، والتى دخلها أبناء رابح سعدان بمعنويات
مرتفعة بعد التعادل مع إنجلترا، وكان لديهم بصيص من الأمل للعبور لدور الـ
16 فى حال فوزهم على أبناء العم سام، وانتهاء المباراة بين إنجلترا
وسلوفينيا بالتعادل.
أمام أمريكا، ظهر الوهن فى هجوم المنتخب الجزائرى، ورغم تماسك دفاعه فى بعض
فترات المباراة إلا أنه انهار فى الدقيقة الأخيرة أمام لاندون دونافان
أبرز لاعبى المنتخب الأمريكى.
ودعت الجزائر المونديال، عقب هذه المباراة، بعد أن توقف رصيدها عند نقطة
وحيدة فى المركز الرابع والأخير، فى حين صعدت أمريكا وإنجلترا وفى رصيد كل
منهما خمس نقاط.
حصيلة "الخضر" فى هذا المونديال، تؤكد أن مشاركتها كانت سلبية، لم يسجل
المنتخب الجزائرى أى هدف خلال الثلاث مباريات التى خاضها، وتلقت شباكه
هدفين.
"محاربو الصحراء" عززوا أيضًا من الصورة الذهنية السيئة التى أخذت عنهم، فى
كأس الأمم الأفريقية الماضية، حين تم طرد ثلاثة لاعبين منهم أمام المنتخب
المصرى فى نصف النهائى، حيثُ حصل المنتخب الجزائرى على طردين خلال 3
مباريات فقط.
ويبدأ الخضر مرحلة جديدة بعد خروجهم من المونديال، بالاستعداد لتصفيات كأس
الأمم الأفريقية المقبلة، وهى المرحلة التى قد تشهد تغييرات بالجملة فى
المنظومة الكروية الجزائرية، وقد يكون الشيخ رابح سعدان المدير الفنى
للجزائر أول الراحلين بعد أن قادهم للمونديال.