[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إذا علمت أن مكالمة تليفونية منك قد تكون حدا فاصلا بين حياة إنسان ووفاته،
وتتكاسل وتقول: "أنا مالى"، فتوقع أن الخطر قد يداهمك شخصيا فى أى وقت لأن
الكلاب "ضالة" فى الشوارع، لم تعد "الطوبة" تخيفها، وهى منتشرة فى تجمعات
فى بعض الشوارع ليلا لدرجة ترهب المواطنين.
تحتل أخبارها صدر صفحات الحوادث لمهاجمة أطفال ومسنين تصل إلى حد الوفاة،
وكغيرها من المشكلات التى تتداخل فيها أدوار المواطنين مع المسئولين، يشدد
البيطريون والجمعيات الأهلية على ضرورة الإيجابية بمجرد مكالمة هاتفية
للإبلاغ عن كلب الشارع الضال.
فى البداية قامت "اليوم السابع" بجولة فى عدة أحياء ما بين الشعبية
والمتوسطة والتى تنتشر فيها الكلاب الضالة على الأقل بشكل أكبر من الأحياء
الغنية التى تحرم نظافة شوارعها الكلاب من إيجاد وجباتها الغذائية،
بالإضافة إلى أن كلاب هذه المناطق تستخدم للحراسة فى حياة مرفهة.
ومن أحد الشوارع الجانبية بالهرم، يصف مينا جورج – سائق تاكسى– الكلاب التى
لم يتعود على أعدادها الكبيرة قائلا: "أصبحت جريئة تتسلق العربات فى
الشارع، تتجمع ليلا لا تخاف، لدرجة أنى خصصت عصا لكى أهشها وفى الوقت ذاته
لحماية نفسى"، وأضاف "معظم الكلاب التى أراها حاليا من الأحجام الكبيرة
ورغم كبر سنى إلا أنى أخاف منها، لدرجة أننى ذات مرة أجلت خروجى إلى العمل
بسبب نومها فوق التاكسى فى الصباح الباكر ولم يكن هناك غيرى فى الشارع
فاضطررت أن أصعد حتى تذهب وحدها".
ويضيف جمال السيد – بواب عمارة – "أنا بقيت أغلق باب العمارة من الساعة 9
بليل بسبب الكلاب اللى أصبحت لا تخاف لدرجة أن أحد السكان فى مرة اكتشف
كلبا أمام شقته، ولستر ربنا أنه لم يفتح الباب وإنما سمع صوته فقط، وكان
سيحدث كارثة لو كان هناك أحد الأطفال على السلم أو إحدى الشقق مفتوحة"،
وأضاف "المفروض الحكومة تقدم حلا، لأننا مش عارفين الكلاب ممكن تعمل فينا
إيه بعدين".
ومن منطقة إمبابة التى تتمتع فيها الكلاب بقمم هائلة من القمامة فى الشوارع
وأمام البيوت تقول أمنية عادل – 2 ثانوى – " أنا عندى فوبيا من الكلاب
بسبب واقعة عاصرتها فى صغرى حينما جرى خلفى كلب وعضنى، ودلوقتى الناس كلها
بقت تخاف منها يعنى لو اتجمعت على أى حد هتقطعه ورغم أن الناس بينصحونى
متخافيش عشان ميحسوش بخوفك إلا أن ده غير منطقى ومش مضمون".
واشتكى أحمد أسامة – موظف – "بحلول الليل تبدأ سيمفونية نبيح الكلاب بشكل
جنونى لدرجة تجعلنا نشك أن هناك حرامية مثلا لكن نكتشف وكأنها لغة بينهم
ليعرفوا مكان بعض وتبدأ الأعداد فى الازدياد ويرتفع الصوت، وبالطبع لا نعرف
ننام لمواصلة أعمالنا تانى يوم مما يؤثر على شخصيا، بكون عايز أنام ومصدع
كما أنها تحرمنى من النزول إلى صلاة الفجر لأنى بصراحة بكون خايف منها لحسن
تهجم على".
وتتعامل أم وائل – ربة منزل – تعيش مع أحفادها فى بولاق الدكرور "مش بنزلهم
بليل، أخاف عليهم ودول أيتام وأمانة فى رقبتى، وطوال 63 سنة عمرى ما شفت
الكلاب مسعورة وشكلهم جربان، وينقلوا الأمراض"، وأضافت "المشكلة فى الزبالة
المتراكمة أمام المنزل المهجور على ناصية الشارع"، متوقعة أن يكون السعر
الذى أصاب الكلاب بسبب اللحوم الناتجة من مخلفات الناس.
ويفسر دكتور عصام مصطفى– كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة – أن القمامة لم
تعد محصورة فى مكان واحد بل وصلت إلى مداخل المستشفيات والمحلات خصوصا
الجزارة لتصبح مرتعا خصبا لطعام الكلاب، وقال "من المفترض أن ترسل الهيئات
البيطرية الدوريات التى تجمعهم ليس فقط لمنع انتشارهم وإنما لتحصين الناس
من الأمراض التى يحملونها"، وأضاف "تصاب الكلاب بأنواع عديدة من الأمراض
نتفاداها من خلال التحصينات والتى لا تتوفر فى الشوارع مما يعنى أننا أمام
وباء متحرك خطير أبسطها نقل البراغيث والديدان غير المرئية وأسوأها أمراض
الكلب والتى تنتقل منه عن طريق اللمس المباشر أو البراز".
أوضح دكتور عصام أن المواطن ليس معفيا من المسئولية، وطالبهم بالإيجابية
والاتصال بالمسئولين البيطريين فى أحيائهم، وأضاف "نستطيع أن نتبنى هذه
الكلاب ونعقمها دون أى خطورة ففى أمريكا مثلا تملك 58 مليون كلب لكنها
تتعامل معها بطريقة صحيحة فلا يوجد مشكلة، وطبيعة الكلاب حب الأطفال لذا لا
يجب أن نؤذيهم حتى لا يتجمعوا ويهجموا علينا كما يجب أن نتوقف عن إلقاء
القمامة أمام البيوت خصوصا الأطعمة المطهية التى قد تثير شراسة الكلاب".
من جانبه، قسم دكتور أحمد سمير سالم – رئيس جمعية الرفق بالحيوان – طرق
التخلص من الكلاب الضالة إلى الجمع من الشوارع وتخديره لينام ثم حقنه بمادة
السيركتين السامة المعترف بها عالميا، أما إطلاق الرصاص فلا يكون إلا فى
حالة الإصابة بالسعار، حيث يصعب لمسه أو السيطرة عليه، وقال "معظم الكلاب
الضالة تأتى إلينا من الصحراء فإذا استخدمنا مادة سامة على أطراف المدن
نستطيع أن نمنعها من الدخول وبالتالى تكاثرها"، وبينما أكد سالم على انخفاض
تكلفة السم المستخدم إلا أنه أعاد المشكلة الأساسية إلى غياب الأفراد
المدربين المؤهلين لهذه العملية.