قال أنه شاهد التقدم في المحافظات الصحراوية.. ووعد بإطلاع سكان المخيمات على الوضعية التي يجهلونها
مغارب كم- السمارة - الرباط أعلن القيادي الأمني بجبهة البوليساريو مصطفى سلمى بن سيدي مولود، يومه الاثنين دعمه لمشروع الحكم الذاتي الذي اقترح المغرب منحه للأقاليم الصحراوية المتنازع حولها مع جبهة البوليساريو من أجل تسوية نهائية للملف
.
وقال بن سيدي مولود ،في لقاء مع الصحافة المغربية والمعتمدة بالمغرب، بمدينة السمارة أنه وجد في "مقترح الحكم الذاتي الموسع حلا وسطا ومناسبا" لحل النزاع.
وأعلن بن سيدي مولود الذي يقوم بزيارة لوالده في مدينة السمارة بمنطقة الصحراء المتنازع عليها أنه سيعود لمخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر) وسيطلع سكان المخيمات على ما اعتبره ''التقدم والتوسع العمراني" لمنطقة الساقية الحمراء وواد الذهب، وما وصفه "انخراط الصحراويين في كل المجالات وتواجدهم في مختلف درجات السلطة". وقال بن سيدي مولود "أنا اليوم بينكم في المغرب كإطار أمني وغدا سأرجع إلى المخيمات عند قبيلتي وعائلتي وسوف أزودهم بمعطيات جديدة توصلت بها وآمنت بها من خلال تواجدي منذ أكثر من شهرين بمنطقة الساقية الحمراء وواد الذهب". وأضاف أن سكان المخيمات بتندوف يجهلون المعطيات على الأرض، وأن اطلاعه عليها خلال زيارته للمنطقة دفعه إلى "التفكير بشكل جدي في مخرج مشرف" لقضية الصحراء "ينهي هذا الصراع الذي عمر طويلا". ووجه القيادي في جبهة البوليساريو، دعوة إلى أعيان وشيوخ وشباب "كل القبائل الصحراوية ليقفوا وقفة رجل واحد لاختيار الحل المناسب لأهلهم وذويهم". وأكد "أن كل يوم يمر هو يوم زائد في معاناة أهلنا في المخيمات". ووجه انتقادا لجبهة البوليساريو واتهمها بإقصاء سكان المخيمات من المشاركة في إيجاد تسوية لقضية الصحراء. وقال في هذا الخصوص "نحن مقصيون من التفكير في حل لقضيتنا وقيادتنا عودتنا على احتكار كل شيء حتى التفكير". وطالب القيادي في الجبهة بأن تسترجع القبائل الصحراوية سيادة قرارها بكل حرية وديمقراطية بعدما "سلبته قيادة البوليساريو واحتكرته". وأعلن بن سيدي مولود سحبه لاعترافه بالوفد المفاوض للبوليساريو في قضية الصحراء. وقال "باسمي وباسم أهلي أسحب ثقتي وصفة المفاوض مع الأمم المتحدة والأطراف في قضية الصحراء من الأشخاص الحاليين الذين يديرونها في جبهة البوليساريو". ويعد بن سيدي، قياديا أمنيا بجبهة البوليساريو وسبق له أن شغل منصب في الجهاز الأمني بالجبهة كأمين عام للشرطة والمفتش العام للشرطة ومدير مركز الشرطة والأمن العمومي والتحقيقات. وولد بن سيدي مولود بمدينة السمارة سنة 1968 حيث تلقى تعليمه الابتدائي قبل أن يتم اختطافه رفقة والدته وإخوته من طرف جبهة البوليساريو، في العملية العسكرية بمدينة السمارة يوم 6 أكتوبر 1976 والتي أسفرت عن مقتل أربعة من أفراد عائلته، ثلاث نساء وطفل، من بينهم اثنتين من أخواته. إلى ذلك لا يعرف موقف جبهة البوليساريو، من هذا الشرخ الجديد الذي أصاب صفها خاصة وأن الأمر يتعلق بمسؤول رفيع في الجهاز الأمني الذي تعتمد عليه الجبهة الداعية للانفصال، في مراقبة المخيمات التي عرفت في الأشهر الأخيرة سلسلة فرارات من جحيمها، بعد ما تأكد اللاجئون الصحراويون من انسداد الأفق أمام جبهة البوليساريو، وبالتالي أصبح غالبية سكان المخيمات مقتنعين أن العرض المغربي لتسوية سلمية نهائية للنزاع هو الكفيل بإعادة اللحمة للصحراويين وجمع شملهم في كيان ذاتي، يضمن لهم صلاحيات سياسية وتدبيرية واسعة للشأن المحلي، كما يؤمن لهم المحافظة على خصوصياتهم وتقاليدهم المتوارثة وتطعيمها بالتراث المغربي الغني بمكوناته المختلفة. وبرأي ملاحظين فإن هذا التطور سيضع جبهة البوليساريو وسط إحراج قوي، فإذا سمحت للمفتش العام السابق لشرطتها، بالعودة إلى تندوف، دون أن تؤذيه، فإنه سيدافع بلا شك عن القناعات السياسية التي انتهى إليها وشاهدها بأم عينيه وعبر عنها بصراحة أمام وسائل الإعلام في السمارة. وإذا منعه رفاقه السابقون في الجبهة الانفصالية، وهذا هو المرجح، فإنهم سيكونون قد وقعوا في تناقض كبير ،وسيثبت المغرب حينئذ أنه تفوق عليهم في هذه النقطة، فهو يسمح لبعض الناشطين الصحراويين بالإعراب، في الحدود القانونية، عن موقفهم المتعاطفة أحيانا مع جبهة البوليساريو، من داخل الأراضي المغربية، على اعتبار أن النقاش السياسي بخصوص قضية الصحراء يجب أن يبلغ مداه الأقصى، تحت مظلة الوحدة الترابية للمغرب. وفي غياب معطيات حتى الآن عن الكيفية التي دخل بها المغرب، مسؤول الشرطة لدى جبهة البوليساريو ومكوثه هذه المدة الطويلة في المغرب، وطبيعة الاستقبال الذي سيخصص له من طرف الجهات الرسمية المغربية دون نسيان الإشارة إلى وموعد رجوعه إلى المخيمات، فإن حديثه القطعي وموقفه الصريح، انطلاقا من مدينته السمارة التي راي بها النور، يشير بوضوح إلى طور جديد دخله ملف الصحراء، ما يعني توالي فصول أكثر إثارة في الأسابيع المقبلة.
قيادي أمني في البوليساريو يعلن من السمارة تأييد الحكم الذاتي في الصحراء