بألوان ثلاثة هي الأحمر والبيض والاسود.. شكل المصريون كرنفالا كبيرًا يعبر عن فرحتهم بنجاح ثورة 25 يناير، شارك فيه الجميع الكبير والصغير، الرجال والنساء، الشيوخ والأطفال.البداية.. خروج منظم من مترو الانفاق بعد ارشادات من شباب الثورة لكيفية الخروج للميدان مباشرة، بعدها تواجهك ابتسامة من رجال القوات المسلحة، لتهيئتك للتفتيش لتأمين الجميع، بعدها تسمع أهادير لم تسمعها من قبل...أول
من تقابلهم في الميدان هم بائعي الأعلام.. فمن وجهة نظرهم كيف ستحتفل
بالثورة دون ان يكون معك علم مصر، او ما يشير لها في بوستر أو صورة أو أي
مطبوع معهم، ومع الفرحة تجد نفسك تسأل عن السعر، وسرعان ما تختار وسيلة
لتعبر بها عن فرحتك بنجاح الثورة..ثم تقابل عمرو.. وهو شاب في منتصف
العشرينيات من العمر، يمسك بريشة ألوان .. وتستسلم له حتى يلون وجهك
بألوان علم مصر.. ولك الحرية في أن تختار الشكل المناسب لك.. رسومات
الاطفال هي الأكثر جمالا وجاذبية...كل ذلك وانت تقف في محيط دائرة
لا يتعدى قطرها 50 مترًا ... يجذبك أكثر " تي شيرت" لون أبيض .. مكتوب عليه
"ثورة 25 يناير .. صنعنا تاريخنا وهنبني بلدنا .. احنا مصريين" .. وهي
الدعوة التي يحشد لها الجميع كل القوة من أجل تحقيقها.. قد تعتقده بيزنس من
الدرجة الاولى .. ولكن لمحمد رأي آخر ..محمد هو و4 معه، بينهما
فتاتين، يقومون بعملية البيع، ويؤكد أن السعر الذي يباع به هو سعر التكلفة،
وانه مساهمة من المصنع الذي يعمل به، احتفالا بالثورة .. لم يكن تي شيرت
25 يناير وحيدًا.. فقد تعددت التصميمات والعبارات المكتوبة عليه .. وكذلك
تعددت الأسعار ..الكرنفال كان مهتم بدرجة كبيرة بالأطفال، فسرعان ما
يقوم رجال القوات المسلحة بتوزيع أعلام مصر على الأطفال، الذي يقابلون ذلك
بابتسامة وفرحة كبيرة، تشعرك أن هذه الأجيال ستحيا في جو كثيرا ما
افتقدناه.تتقدم خطوات قليلة.. تجد من يطلب منك أن تفرد كفيك حتى
يمرر عليهما عطور تنتعش برائحتها، ثم تجد سيدة تقف بعلبة من التمور.. لتمد
يديك المعطرة لتأخذ منها حبات من التمر تجد حلاوتها في فمك ..بعد كل
ذلك تبدأ في إمتاع عينيك بمشهد ستظل تذكره ما حييت، وتحكي عنه لكل الأجيال
التي ستعاصرك.. ملايين من المواطنين جاءوا ليحتفلوا معك وتحتفل معهم ..
بفرحة نجاح ثورة صنعها شباب أحرار ومواطنون أصروا على الحياة، فاستجاب لهم
القدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]