كما تتساقط قطع الدومينو عند ضرب القطعة الأولى،
تساقطت في اليومين السابقين أسطورة جهاز أمن الدولة، الذي سبّب مجرد ذكر
اسمه الرعب للكثيرين، بينما عانى عدد ليس بقليل إرهاباً معنوياً وجسدياً؛
نتيجة الجهاز الذي حاد عن حقيقة اسمه، فتحول من أمن للدولة، إلى أمن
للنظام، ثم إرهاب للوطن والمواطن..
ومع سقوط الجهاز
والقائمين عليه بدأت الأسرار يُكشف عنها الغطاء، وبدأت الوثائق تتبادلها
الأيدي، وبدأت ردود الأفعال بين الدهشة والاستغراب والتوقّع تظهر، فربما
فوجئت وأنت تتصفح عدداً من الوثائق أن اسمك هناك وأنك دون أن تدري لك ملف
في أمن الدولة..
وهكذا وحرصاً من "بص وطل" ونقل من عصابة المافيا على متابعة
الأحداث لحظة بلحظة نعرض لكم هذه الوثائق كما هي، مع حرصنا على عرض الوثائق
الممهورة بالتوقيع فقط، والتأكيد على أنه ليس من الضروري أن تكون هذه
الوثائق وسيلة إدانة، فربما كانت لبعض الوثائق الملابسات الخاصة بها والتي
لا نعرفها تماماً، ولكن حرصاً منا على المصداقية والشفافية نعرض جميع ما
وقع في أيدينا، وعلى القارئ أن يُحكّم عقله، ويضع الوثائق في إطارها ثم
يحكم بعدها.
تكشف الوثيقتان المبينَتان أدناه، عن استصدار بطاقات لأفراد وعناصر من
أمن الدولة فرع البحيرة تثبتُ انتماءهم للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
ويقوم
أفراد أمن الدولة من حاملي تلك البطاقات بجمع معلومات عن الأفراد المراد
التحري عنهم، وذلك بإيهامهم أنهم يجمعون تلك المعلومات بغرض التعداد
السكاني.