ده اول مشـــــاركه لـــيا فحبيت احط روايه انا كنت قرأتها وعجبتنى جدا يا ريت تعجبكم
الملخص
رفه عن نفسك! تعرف الى شخص آخر ! لا تيأس! عبارات تقال دائما لجريح القلب.
كوري المعلمة الصغيرة , المتخرجة حديث, يجرحها الحب , لكن يأتي من يعرض عليها صفقة بديلة يقصد بها ترفيهها وأبعادها عن مصادر الألم.
كريغ مايسون يقدم لها وظيفة معلمة في مزرعته البعيدة, ثم يطلب يدها في زواج شكلي هدفه الأعتناء بطفل شقيقه الراحل, ومساعدته على ربح دعوى الحضانة لضم الطفل اليه .
.... تقبل كوري وتسافر معه الى مزرعته , وتسير الأمور كما رسمعا كريغ, الى أن تظهر ماريزا والدة الصبي الجميلة وعازفة البيانو الشهيرة, زواجها الأبيض اسودت صفحته في الكوخ حين تكشف كوري حبها اللا نهائي لكريغ...
لكن ماريزا بالمرصاد لأخذ كريغ والطفل والمزرعة , تلملم كوري جرحها وتبتعد تاركة كل شيء للمنتصرة
1- الجرح في القلب
" ألم ترتدي ثيابك بعد يا كوري؟ أرجوك أسرعي , المدعوون سيكونون هنا خلال دقائق".
بهذا بادرت دورين بيدج شقيقتها التي كانت ما تزال تجلس أمام المرآة منذ بعض الوقت من دون أن تغير هندامها , ودورين كانت مكتملة الأناقة في ثوب طويل للسهرة , حدقت في شقيقتها التي راحت تسرَح شعرها الطويل مجيبة:
" لا تستعجلينني يا دورين, أنا لا أظن أن وجودي بين ضيوفك ضروري لحظة وصولهم".
وأضافت وهي تتحرك نحو الخزانة بحثا عن فستان.
" وأنا لا أظن كذلك أن وجودي في الحفلة كلها ضروري".
ردت دورين فورا:
"الأمر ضروري جدا لدى هاورد , وأنت تعرفين ذلك, أن كبار المستثمرين في المصرف سيكونون هنا الليلة!".
وتابعت ببطء:
" يجب أن تعترفي بفضل هاورد عليك , على الأقل يمكنك...".
قاطعتها كوري وهي تضع فستانا أبيض عليها وتدير ظهرها لشقيقتها البكر كي تشدَ لها السحَاب.
" لا بأس يا دورين , هاورد سيرتاح من مصاريفي خلال وقت قصير , وحالما تصلني شهادة التعليم سوف...".
" لا تتكلمي هكذا. أنت تعرفين جيدا أن هاورد سعيد في مساعدتك على أكمال دراستك , خصوصا بعدما أنتقل والدنا الى ولاية أريزونا للتقاعد هناك, لم يتذمر يوما من هذا الموضوع , ولكنني أعتقد...".
" أعرف يا أختي تماما ما تعتقدين : أن هاورد عزيز جدا".
وأضافت متهكمة :
" على الرغم من أنه ثري جدا".
ردت شقيقتها باستغراب:
" أنا لا أفهم موقفك السلبي من الرجال الأغنياء , وأنا سعيدة جدا لأن خطوبتك لروجر أنتهت , أنت لا تعرفين معنى العيش في فقر ألى أن تجربي ذلك بنفسك".
ابتسامة كوري أختفت من وجهها مع ذكر روجر هانسن , جلست بعصبية أمام المرآة وتناولت فرشاة وراحت تسرح بها شعرها بضربات عصبية.
أدركت دورين تسرُعها في أبداء الملاحظة فقالت مازحة:
" لا بأس يا حبيبتي , هذه الليلة ستلتقين برجال جدد لم تلتقيهم من قبل هنا, لا بد أن ينالوا أعجابك".
" لن يكونوا مختلفين عن غيرهم , رجال في أواخر الأربعينات , شقر ومترهلين في كل حال يا دورين أنا لست مهتمة بالرجال هذه الأيام , وربما لن أهتم في المستقبل".
مدَت دورين يديها نحو كتفي شقيقتها بتعاطف , جعل الدموع تغمر عيني كوري.
فقالت دورين:
" أنا أعرف أن ما حصل لم يكن سهلا عليك, ولكنني شخصيا عندما أكون متضايقة من أي شيء أجد الحل في الأختلاط مالترويح عن النفس في الحفلات".
وجاء صوت هاورد من بعيد يدعو الفتاتين للألتحاق به في الطبقة الأرضية.
فانسحبت دورين قائلة:
" سوف أخبر هاورد أنك قادمة خلال لحظات , هو دائما يقول أنك جيدة في التعامل مع الناس ويعتمد عليك في حفلات العمل كالتي نقيمها الليلة".
وخرجت دورين مطمءئنة الى موافقة شقيقتها وأغلقت الباب مخلفة كوري تحارب الدموع وتمنعها من أن تنهمر على وجهها , كوري كانت دائما ترفض الدموع وتعتبرها عارا على النساء , لم تتجاوز الثانية والعشرين من العمر, وبمرحها كانت دائما تتجاوز خيبات الأمل التي تمر في حياتها, ولكن خيبة الأمل الأخيرة كانت أكثر مما تستطيع تحمله , فقبل يومين فقط ذهبت الى شقة روجر التي يشاركه فيها طالبان في الحقوق مثله , ووجدته وحده ولكن مع آنجي في السرير ! صدمتها المفاجأة , هب روجر هو الآخر مصدوما , وضع رداء عليه بسرعة وقال محاولا التبرير والأسترضاء:
" كوري , أن الأمر ليس كما يبدو".
وبدا دفاعه ضعيفا, فقالت وهي تكاد تختنق من غيظها وتنسحب الى الباب:
" طبعا الأمر ليس كما يبدو يا روجر , أنت ربما تعطيها دروسا في التنفس الأصطناعي بواسطة الفم, خذ هذا وضعه على أنفها , واسحبها الى الشاطىء للسلامة".
قالت ذلك وهي ترمي له خاتم الخطوبة بعدما سحبته من أصبعها , وخرجت من الشقة الى غير رجعة.
نظرت الى نفسها في المرآة وتساءلت: ترى هل أزعجها كونها ذهبت الى روجر وفي رأسها الرغبة التي كانت لدى آنجي؟ هي أختلفت مع روجر لأنها رفضت أن تستجيب لرغباته قبل الزواج, وهو أعتبرها متخلفة عن العصر في موقفها وحصل صدام , ذهبت اليه لتعيد المياه الى مجاريها ولكنها أصطدمت بغريمتها هناك, مسحت الدموع من عينيها الخضراوين , صحيح أنها خسرت روجر من أجل فتاة ربما أجمل, ولكنها هي ذاتها ما تزال نقية مثل زهرة ربيعية , الفكرة أنعشتها وأعطتها العزاء .
منتديات ليلاس
وبعد وقت قليل كانت كوري في الطبقة الأرضية تتبختر في فستان السهرة بين الضيوف والأثاث الفخم , ثم تنتقل الى الباحة الخارجية المطلة على مدينة فانكوفر التي بدت تلمع بأضواء الكهرباء تحت سماء سوداء تتخااها النجوم والقليل من الغيوم, اأبواب بين القاهة الكبرى والباحة الخارجية كانت مفتوحة مسهلة للضيوف للأنتقال الى الخارج والأستمتاع بطقس استثنائي في ليل أيار(مايو) , راحت كوري ترد الأبتسمات الى وجوه سبق أن التقت بها في حفلات كان يحييها هاورد زوج شقيقتها كمدير للمصرف, توقفت قليلا لتتبادل الحديث مع عائلة ديلاني الغنية بالأخشاب والمتواضعة في التصرف عكس الآخرين , لفتها من بعيد شخص طويل بعينين شديدتي السواد تنظران اليها , أدارت ظهرها لتتابع الحديث مع الحلقة المحيطة بها , وفكرت أن عيني أي رجل لن تهمها أكانت سوداء أم ملونة, ومع ذلك شعرت أن عينيه تراقبانها من بعيد, لم تتمالك من الأستدارة لتنظر اليه ببرود, بدا غريبا , أسمر اللون , أسود الشعر والعينين, سترته البيضاء ساهمت في أبراز بشرته التي لفحتها أشعة الشمس, ولم تخف أتساع منكبيه , بدا من الرجال الذين تنجذب اليهم النساء خصوصا اللواتي أحطن به مع أزواجهن , وبدت فتاة شقراء الى جانبه متأبطة ذراعه , أعادت كوري رأسها نحو المحيطين بها من دون أكتراث للناظر اليها من بعيد, أعادت كوري رأسها نحو المحيطين بها من دون أكتراث للناظر اليها من بعيد,وأنضم اليها هاورد مبتسما , وهي معجبة بزوج شقيقتها , كان كريما جدا معها ومع أهلها , يقترب من الخمسين في حين أن دورين لم تتجاوز الثلاثين, تمنت أن يحقق حلمه بأنجاب ولد واحد على الأقل , كانت متأكدة أنه سيكون والدا حنونا.
فريد ديلاني قال لهاورد مبديا أعجابه بكوري:
" هذه الفتاة لو رغبت في العمل لديَ في شركتي سأكون أكثر من سعيد , أنَ أبتسامتها ساحرة".
فمد هاورد ذراعه في أخوة نحو كتفي كوري وقال مبتسما:
" أعتذر يا فريد, أعتقد أن عليك الأنتظار في الصف من بعدي ومن بعد أدارة المدرسة التي ترغب في كوري".
ابتسمت كوري وقالت منسحبة:
" أفضل الأنسحاب على أن يصيبني الغرور من جراء مديحكم".
واستدارت الى الوراء وسارت لتجد دورين مع الرجل الأسمر الذي كان يحدق فيها قبل قليل, وبادرتها دورين:
" يا كوري, هنا شخص طلب أن يقابلك".
قالت ذلك مبتسمة و فهمت منها كوري أن الرجل مهم جدا , على الأقل في عيني دورين , وتم التعارف:
" غريغوري مايسون شقيقتي كورين ديفيس".
" كيف حالك يا آنسة ديفيس".
قال الرجل الطويل أمامها مادا يده الكبيرة نحو يدها التي بدت بحجم العصفور الصغير, عن قرب بدا الرجل أشد سمرة مما أعتقدت نتيجة حمامات شمسية مكثفة, على أحدى وجنتيه تظهر آثار جرح كبير تنتهي في شعره الأسود.
شعرت كوري أنها أحمرَت خجلا عندما نظرت الى عينيه الجريئتين , ولم تفهم ما كانت تقوله دورين الى أن أنتبهت:
".... مزرعة في الداخل, ومع ذلك لا أفهم كيف يمكنك أن تعيش في مكان معزول كهذا يا سيد مايسون, أن الحياة هنا أكثر أثارة".
" أن في المزرعة الكثير من الأثارة يا سيدة بيدج, ربما ليست الأثارة التي أنت معتادة عليها هنا أو التي يهمك أمرها , ولكنها تلائمني جدا".
وتابع وهو ينظر الى كوري:
" أن الحيوان أكثر أثارة من الأنسان في كثير من الأحيان".
" أنت تمزح بالطبع".
قالت دورين مبتسمة وأختصرت الموضوع بتغييره قائلة:
" وأظن من المناسب أن أترككما معا للتعارفا, وسألتحق بهاورد الذي يبدو أنه بحاجة ألي!".
وراقبت كوري شقيقتها تنسحب الى حيث وقف هاورد حتى كادت تنسى الرجل الواقف الى جانبها الى أن قال:
"هل نتحدث في الخارج؟ هناك بعض الهدوء, وأظن أنك تملكين لسانا يمكن أن ينطق".
أحمرت كوري مجددا , وشعرت بأنزعاج من تصرفه الواثق خصوصا عندما وضع يده تحت ذراعها وقادها الى الخارج.
" نعم أملك لسانا , ولكن الكثيرين يجدونه مرا".
وعندما توقفا في أحدى زوايا الباحة الخارجية وجلسا على مقاعد وثيرة قال:
" وأعتقد أنه, أضافة الى كونه مرا, يمكن أن يكون جذابا أن تركت له العنان".
وشعرت كوري بالعداء اتجاه الرجل الذي تلتقيه لأول مرة , ولم تفهم لماذا؟ ربما لثقته الزائدة في نفسه وفي أعتقاده أنها ستفرح لمجرد أختيارها من بين جميع النساء في القاعة لينفرد بها , أن شكله يجذب مختلف أنواع النساء وحتى آثار الجرح الكبير لا تخفف من جاذبيته , وربما تزيد منها أذ تضفي عليه نوعا من الغموض.
سحب سيكارا طويلا من جيبه وسألها أن كانت تنزعج من تدخينه , أجابت بلا مبالاة:
"لا أنزعج أن كنت أنت لا تنزعج".
" لا أعتقد أن سيكارا أو أثنين في اليوم يضران في الصحة".
وأشعل كبريتا أنعكس على وجهه فبدا قوي الملامح من النوع الذي لم تعرف مثله, ماذا قالت دورين؟ أنه مزارع في منطقة نائية , اذا هذا ما يفسر تأثير أشعة الشمس على بشرته, وفكرت أنه كمزارع لا يمكن أن يكون لعوبا وثريا, ومع ذلك دعاه هاورد , أذن يجب أن يكون ثريا.
بدأت بتردد:
" مزرعتك... هل تعتبر كبيرة؟".
" كبيرة جدا, فيها بضعة آلاف من الماشية".
"آه".
ولم تجد كوري غيرها تعبر عن دهشتها, لم تستطع أن تتصور آلاف الرؤوس من البقر في مزرعة , ووجدت أن الأمر لا يعنيها, نظرت الى المدينة المضيئة من بعيد , وفكرت أن روجر هناك , ربما وحده في شقته أو مع آنجي, وشعرت أن الدموع تكاد تظهر من عينيها فأدارت وجهها عن الرجل الذي أمامها.
وأذا به يقول:
" أن زوج شقيقتك أخبرني عن آخر تجربة قاسية مررت بها".
نظرت اليه منزعجة وأذا به يضيف:
" أخبرني أيضا أنك معلمة".
" سوف أكون معلمة عندما تصل شهادتي خلال أسبوع".
وشعرت بارتياح لأن الحديث أبتعد عن الموضوع الأول ولم يدم أرتياحها عندما قال:
"من أجل هذين السببين جئت اليوم الى هنا , أعتقد أنه يثيرك العرض الذي سأقدمه لك".
وفكرت بأرتباك , ما الذي جعل هاورد يخبر هذا الغريب عن أمورها الخاصة , وتملكها الغضب فأجابت:
" عرض؟ أي عرض؟ لا أعتقد أن عرضا منك سيثيرني يا سيد مايسون".
" أليس من اللائق أن تستمعي الى العرض قبل أن ترفضيه؟".
" ولكن أظن أن هاورد يريدني الآن في الحفلة في الداخل".
وحاولت أن تنهض فأمسكها من ذراعها قائلا:
" هاورد يعرف عن رغبتي في الأخذ من وقتك , هل تجلسين؟ أرجوك".
ولأنه قال أرجوك , وبدت كأنها من الكلمات النادرة التي يتلفظ بها, تراجعت وعادت الى المقعد تستمع أليه.
قال:
" أنا هنا في فانكوفر أبحث عن معلمة تستطيع أن تأتي معي الى مزرعة مايسون , تعلم لفترة قصيرة جدا حتى آخر السنة الدراسية أي مدة ستة أسابيع".
وحملقت به كوري وقالت بغضب:
" ما الذي حملك أنت وهاورد على الأعتقاد أنني أرغب في الأنتقال الى الأدغال؟ حتى ولو لفترة قصيرة؟ هل أطلقت أسمك على بلدة؟".
أجاب متجاهلا غضبها وسخريتها:
" مزرعة مايسون هي مزرعتي".
" وهل هي كبيرة جدا حتى يكون فيها مدرسة؟".
" ثمة أربعة عشر ولدا يتابعون الدراسة من أبناء المزارعين , وجدت أنه من اللائق أن أجعل لهم مدرسة خاصة بهم على أن يتكبدوا الأنتال الى مدارس بعيدة , وذلك من أجل الحفاظ على الحياة العائلية في المزرعة, طبعا ليس من السهل أن نحتفظ بمعلمة في مكان ناء مثل مدرستي وفيها أولاد من مختلف الأعمار , آخر معلمة تركت قبل أسبوع بسبب هذه العزلة وأختلاف أعمار الأولاد".
" وما الذي يجعلك تعتقد أنني سأجد هذه الأجواء ملائمة لي؟".
" لأن التجربة تكون مفيدة لك كمعلمة مبتدئة , وأضافة الى ذلك تساعدك على تجاوز المحنة القاسية التي تمرين فيها , وذلك بواسطة تغيير الأجواء".
وتابع بهدوؤ متعمدا هزَها:
" أن الركوب على الحصان في منطقة خشنة تساعد على طرد كل الأفكار من رأسك".
وأشتعل غضبها من جديد لأنه بدا واضحا أنه يشير الى خطوبتها الفاشلة.
فوقفت من جديد وقالت:
" لا أظن أن الركوب على الحصان سيفيدني في هذه الحالة , خصوصا أنني لم أركب حصانا من قبل وليس عندي الرغبة في ذلك في المستقبل".
وقبل أن تمشي وقف هو الآخر وسد طريقها قائلا:
" أرجو أن تفكري في الموضوع خلال الليل قبل الرفض النهائي , أن الأمر مهم جدا لي".
" لماذا؟".
سألت بنبرة حادة, فأجاب:
" عندي ولك أريد أن أنشئه , أنه في الصف الأبتدائي الأول , وأريده أن ينهي السنة مع معلمة كفوءة".
رفعت رأسها نحوه وسألت:
" وهل زوجتك تترك كل هذه الأمور لتقريرك أنت؟".
وعرفت الجواب سلفا , طبعا هو من النوع المتسلط وكيف يمكن لزوجة أن تقف في وجهه؟".
وأذ به يقول:
" أنا لست متزوجا, الولد هو أبن شقيقي المتوفي , وأنا مسؤول عنه".
"آه " علقت وهي تحاول أن تغير أنطباعها عن الرجل .
عازب يتولى مسؤولية تربية أبن شقيقه , ليس سيئا جدا , فسألته:
" ماذا عن أمه؟".
نظر الى البعيد وقال:
" أنها تسافر كثيرا , ومن الأفضل أن يكون للولد بيت ثابت".
ولم تجد كوري شيئا تسأله أكثر مما فعلت , استدارت قليلا ونظرت الى البعيد مثل الرجل الواقف الى جانبها, وراحت تفكر: كيف تكون عليه الحياة في مزرعة نائية , حيث لا أصدقاء بل بقر وماشية؟ آلاف الأميال عن الأرض الحمراء في كل أتجاه , وشعرت برجفة برد , لاحظ الرجل رجفتها فقال:
" يجب أن تعودي الى الداخل, أنك بردانة".
وضع يده على ذراعها وسار معها سائلا:
" هل تعطيني الجواب على العشاء مساء الغد؟".
وقفت قرب الباب وقالت:
" أستطيع أن أعطيك جوابي الآن".
ولم ينتظر الجواب , بل قال:
" وهل تقبلين العشاء معي غدا؟".
هزت كتفيها بلا مبالاة وقالت:
" لن يختلف الجواب غدا عن الآن, في كل حال أذا كنت بحاجة الى رفيقة غدا....".
ولم تتمكن من متابعة الجملة اذ قاطعها قائلا:
" لو كنت في حاجة الى رفيقة , لما كان عليَ النظر الى البعيد يا آنسة ديفيس".
ورفع نظره الى حيث الفتاة الشقراء التي كانت متأبطة ذراعه عندما لاحظته كوري أول مرة.
ثم نظر الى كوري قائلا:
" سوف أمر عليك الساعة السابعة والنصف مساء الغد, هل ثمة مطعم خاص ترغبين الذهاب أليه؟".
أجابت في سرعة وغضب ومن دون تفكير أول أسم مطعم خطر على بالها:
" مطعم الشيطان!".
هز رأسه موافقا وتركها ودخل الى القاعة الكبرى نحو الفتاة الشقراء .
رافقته كوري بنظرها فقط وشعرت بثقته الشديدة في نفسه, وعوضا عن أن تدخل الى القاعة الكبرى عادت الى الباحة الخارجية وأستندت الى حائط الباحة وهي تشعر أن البرد الذي أصابها ليس من الطقس بل من فكرة الذهاب الى مزرعة منعزلة, وفكرت أن الأمر لن يتجاوز ستة أسابيع , ونظرت الى البعيد الى المدينة المللأى بالأنوار وفكرت بروجر , روجر الذي لم ينتظر حتى أكتمال سعادتهما , وفكرت أن غيابها لبضعة أسابيع في بيئة مختلفة ربما يخفف من الجرح الذي أصابها ... ربما يجعل روجر يفتقدها ويشتاق أليها.
استنوا البارت 2