السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا لما أشيع أخيرآ عن مــــــــــــــــرض انفلونزا الخنازير
عافانا الله بحثت عـــــــــــــن أسباب تحريمه على المسلم
فوجدت هذه الفتوى وأحببت أن أنقلها لأخوانــــــــى
فــــــــــــــــــى هذا المنتدى علّها عِظة لنا جميعآ
الــســّـؤال ؟
لمـــاذا المــسـلمـون لا يــأكلون لحــم الخنــزيــر؟
ومــا هي أســباب التحــريـم؟
الفتــــــوى
الحــــــــــــــــــــــــــمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلـــــــــــــــــــــــــــى آله وصحبه أما بعد :
فأما لماذا لا يأكل المسلمون الخنزيــــــــــــــــــــــــر؟
لأن الله سبحانه حرمه، وقضى بأنه رجس لا يحل للمسلم أكله،
قال تعالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــى :
(قُلْ لا أَجِدُ فِـــى مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَــى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ الاأَنْ
يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْفِسْقاً
أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَـــــــــــــــنِ اضْطُرَّ غَيْر َبَاغٍ وَلا عَادٍ
فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُــــــــــــــورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام:145].
ولم يرد فـــــــــــــــــــــــــــى الشريعة تعليل
خاص لتحريم لحم الخنزير سوى قوله :
(فَإِنَّهُ رِجْـــــــــــــــــــــــــــــــــس)،
والرجس يطلق على ما يستقبح في الشرع،
وفي نظر الفطر السليمة،وهذا التعليل وحده كاف.
وهناك تعليل عام يشمل لحم الخنزير وغيره من المطعومات
المحرمة، وهو قوله تعالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــى:
(وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) [لأعـــــــــــــــــــــــــــراف:157].
فكل ما حرمه الله عـــــــــــــــــــــــــــز وجل فهو خبيث،
والخبائث فــــــــــــــــــــى هذا المقام يراد بها مافيه
فساد لحياة الإنسان في صحته ، أو في ماله ،
أو فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى أخلاقه.
ولم يكن المسلمون فـــــــــــــــــــى سالف عصرهم
على معرفة بتفاصيل خبث الخنزير، وعِـــــــــلّة تحريمه،
حتى جاءت الإكتشافات الحديثة التي إكتشفت فى الخنزير عوامل
الأمراض، وخفايا الجراثيم الضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة،
فمن ذلك أن الخنزير يتولد من لحمه الذي يأكله الإنسان
دودة خطيرة توجـــــــــــــــــد بذرتها في لحم الخنزير،
وتنشب في أمعاءالإنسان بصورة غير قابلة للعلاج
بالأدويــــــــــــــــــــــة الطاردة لديدان الأمعاء،
بـــــــــــــــل تنشب تلك الدودة الخنزيرية
ضمن عضلات الإنسان بصــــــــــورة
عجز الطب إلى اليوم عن تخليص الإنسان منها
بعد إصابته بها، وهي خطر على حياته، وتسمى(تريشين)
Treichine، ومن هنا ظهرت حكمة تحريم لحـــــم الخنزير
فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى الإسلام.
وقد جاء في موسوعة لاروس الفرنسية:
إن هذه الدودة الخبيثة (التريشين)Treichine
تنتقل إلى الإنسان وتتجه إلى القلب، ثم تتوطن في العضلات،
وخاصة في الصدر،والجنب والحنجرة،والعين،والحجاب الحاجز،
وتبقى أجنتهامحتفظةً بحيويتها في الجسم سنين عديدة.
ولا يمكن الوقوف عند هذا الاكتشاف فــــــى التعليل،
بل يمكن للعلم الذي اكتشف الخنزير هذه الآفة
أن يكتشف فيه في المستقبل آفات أخرى
لـــــــــــــــــــــــــــــــم تعرف بعد.
ومن ثم لا يقبل في نظر الإسلام رأى من يزعم أن تربية
الخنازير الأهلية في العصر الحاضر بالطرق الفنية المراقبة
فى مراعيه،وفي مبيته،ومأواه كفيلة بالقضاءعلى هذه الجرثومة.
لما بينا أن نص الشريعة في التحريم مطلق وغــــــــــير معلل،
فمن الممكن أن تكون هناك مضار أخـــــــــــــــــرى للخنزير
غـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــير الذى اكتشف،
والعلم دائماً فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــى تطور مستمر.
وينبغى أن يلاحظ أيضاً أنه إذا أمكن تربية الخنازير
بصورة فنية مزيلة لهذه الآفة، فى وقت أو مكان
أو أمكنة كثيرة من مراكز الحضارة في العالم،
فإن ذلك غير ممكن فى جميع آفاق الأرض،
وحكـــــــم الشريعة يجب أن يكون صالحاً
وواقعاً لجميع الناس فيى جميع الأماكن
ولذلك كان التحريم عاماً وشاملاً.
والله أعلـــــــــــــــــــــــــــــم ...