دمــووع العزة في أرض غزة .. قصة من تآليفي ^^

دمـــــــوع العزة في أرض غزة

عقرب الساعة يسير بخطى متثاقلة، يتمطى متثائبا الواحدة ليلا، ثمة فتاة ترمق المكان الذي يكتنف جسدها الصغير، عيناها معلقتان بساعة الحائط، يخفق قلبها الواهن مع خفقة كل ثانية تدق في جوف الساعة.

يعصر فؤادها سؤال عسير .. ترى ماذا حل بأبي وإخوتي؟

ظلام الليل يجثم على أنفاسها وصوت القصف الذي تمطره سماء القرية لا يزال يدك مسامعها.

تمر ركائب الذكريات سريعة أمام ناظريها وفجأة يمزق أستار الظلام صراخ مريع وتقتحم أقدام الجنود كل قطعة حميمة من جسد المنزل لتجد نفسها أمام قطيع من الجنود الهائجين، حيث حجزوا كل من في المنزل واستجوبوهم دون سابق إنذار، وجلست تراقبهم وهم يفتشون المنزل بطريقة وحشية، فها هي أوراقها تتطاير في كل مكان لا بل ألعابها أو ما تبقى منها تملأ أرضية المنزل، ثم أمروا كل من في المنزل بالخروج منه والبقاء بعيداً في العراء دون أن يحملوا أي متاع ، أما هي فقد حاولت أن تلم بعضا من ألعابها ودفتر ذكرياتها لكنهم لم يسمحوا لها بأخذ أي شيء ، لقد طُردت من منزلها.. من المكان الذي ولدت فيه.. طُردت من أول ما رأته عيناها، هذا المنزل الذي ملأته الذكريات ولكن هذه الذكريات تلاشت أمام ناظريها، وقطع تلك اللحظة من الذكرى صوت انفجار مدوٍ يصم الآذان، لقد قصفوا المكان !،ودُمر المنزل إنه منزل الطفلة (بيسان) التي لم يبلغ عمرها تسعة ربيعا.

جلست (بيسان) أمام ركام بيتها ونظرت إليه نظرة مشوبة بالشوق والحنين،وانهمرت معها دموع الأسى واختلطت معها أسئلة عصية عن الإجابة .. لماذا أنا ؟ .. لماذا هذا المكان ..لماذا أنت يا وطني؟

لم يدم مكوثها طويلاَ ، فصوت والدتها أعادها بلا إجابة من ذلك الحطام ليناديها بأن علينا الرحيل ، ولكن إلى أين ؟ .. إلى المجهول. مشت بخطوات متثاقلة حتى وصلت إلى مكان حُشدت فيه مئات الأنفس من النساء والأطفال والجرحى والمفجوعين. فقالت : هذه مدرستي، بيتي الثاني لا بيتي الأول والوحيد ، ثم انزوت في ركن من فنائها وألقت بجسدها النحيل الذي أعياه الرحيل على الأرض وأسندت رأسها المتثاقل إلى الحائط ، أما عيناها فبقيتا مفتوحتان مذهولتان من هول الصدمة.

لم تستطع (بيسان) النوم وهي تفكر بمصيرها ومصير عائلتها لكن النوم غلبها رأفة بحالها، وعند بزوغ الشمس حاولت (بيسان) فتح عينيها بتثاقل لعل ما كان بالأمس مجرد حلم، تلفتت حولها لكنها وجدت نفسها في إحدى الصفوف، كانت الشمس قد بدأت تبث الأمل بخيوطها ومع كل خيط كانت تطرق باب الأمان ولكن هل من مجيب؟

خرجت (بيسان) إلى الساحات المكتظة بالحشود تتفحص الوجوه، فالكل في رعب وخوف وجوع، ومن بين تلك الحشود المتعبة لمحت جارتها وصديقتها ورفيقة دربها (لمى) التي لم يكن حالها أفضل منها، في تلك اللحظة توقف العالم من حولها لم تر فيها إلا (لمى) وكان الشعور متبادل عند صديقتها لتهمس المشاعر وتتعانق القلوب قبل تعانق الأيدي والصدور، وسمت معاني الطفولة والبراءة وحب الحياة فوق كل المآسي والألم والجراح.

وبكل براءة بدأت هاتان الزهرتان باللعب أفليس من حقهما المرح ؟.. أفليس من حقهما الفرح ؟.. أفليس من حقهما أن تعيشا طفولتهما؟ ولكن يبدو أن هذا العدو لا يرحم، فلم تفرحا إلا لحظات حتى أمطرت السماء قنابل وتبدلت أصوات الضحكات صرخات يعلوها صوت القصف، ثم رأت (بيسان) مشهدا لم تره من قبل فقد رأت إحدى القنابل وهي تسقط على (لمى)،وتساقطت معها في داخلها كل تلك الذكريات الجميلة لحظات المرح.. لحظات الحزن..بل حتى الأسى ، صرخت (بيسان) وهي تمد يدها نحو (لمى) وحاولت النهوض فلم تستطع، فإحدى الشظايا أصابتها مما جعلها تفقد أطرافها، أرسلت نظراتها إلى تلك المدرسة بيتها الثاني والأول ونظرة تستجدي معها والدتها ولكن هالها أن الشظية لم تسقط عليها فقط بل أصابت القذيفة مدرستها، نظرت أمامها فإذا بأمها ميتة وهي ترضع أخاها الصغير الذي كان قد فارق الحياة، فكان هذا المشهد من أبشع المناظر التي تعكس وحشية الأعداء اليهود، فهذا الطفل الذي فارق الحياة وهو بين أحضان أمه الميتة لقد استكثر اليهود عليه الحياة.

وبات المشهد مؤلماَ لا يحتمل الوصف فهنالك من تلطخت أجسادهم بالدماء وتركت تتفسخ بالعراء، وباتت أرواحهم تبكي لأنهم يعلمون أنهم ميتون لا محالة.

لم تحتمل (بيسان) أكثر من هذا، فغشي عليها من شدة التعب، وعندما استيقظت قالت إنه نفس الحلم الذي راودني بالأمس، ثم نظرت من حولها فوجدت نفسها على سرير داخل المستشفى، عندها أدركت أن كل هذا ليس حلما، بل حقيقة يصعب تصديقها.

ثم سمعت امرأتان تشيران إليها وتتحدثان دون أن تنتبها إلى أنها قد أفاقت فقالت إحداهما: هذه جارتنا (بيسان) ما حدث لها يقشعر له البدن، فقدت والديها وأخوين لها أما أخوها الثالث فقد عينيه كلتيهما وأما هي فقد بُترت قدماها.

وقتها لم تعد (بيسان) قادرة على تفسير ما يحدث حولها وبقيت الأسئلة العصية تراوح مكانها وما لبثت أن خرجت من عينها دمعة يتيمة حزينة .. ولكن لا تنفع الدموع .. ثم بدأت الروايات والقصص التي كانت تُحكى لها تراودها. بدأت تتذكر جميل ما حُكي فيها، ولكن وجدت نفسها في أحلام قد استيقظت منها، وبدأت تسقط دموعها كقطرات المطر فتروي بها أرضا قد ذبلت فيها الزهور ، وتحطمت بها القلوب وأسرت بها الحب والطيبة.

كلمات جالت بخاطر (بيسان) لم تجد لها من نهاية ولا حتى من بداية، دموع انهمرت على خديها .. دمــوع العزة في أرض غزة
**********
اتمنى تعجبكمـ القصه ^^[

هو فين الموضوع اساسا ارجوا التعديل

هيو عدلتو .. معلش بس كان الخط معفن ههههههه

ههههههه ولا يهمك مشكور

شكرآآ لك على المروور

ردودكم ويينها

بجد
جامدة جدا
سلمت ايديك ياازهروتى
هههههههه

ابداع
التقيم
95%

يثبت

مشكورين على المرور ..
ومشكوور ادمن على التثبيت ^^

قصة روعة مشكووورة يا زهرة

العفووو .. نورتي صفحتي : )

روعه كتير

شكرآ على المرور

بتمنى انها تكوون قــد نالت اعجابكم .. واريد رآيكم فيها ^^
وشو اكثر شي عجبكم فيها =)