بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التحول من ماضي الأمة الإسلامية المجيد إلى حاضرها الأليم
غير الإسلام مجرى التاريخ كله وقطع ما بين الحضارات الوثنية مثل حضارة الفراعنة والرومان والفرس والهنود الوثنية وربط بين الحنيفية الابراهيمية ورسالة محمد صلى الله علية وسلم بعد أن كانت تلك الحضارات الوثنية قد طغت على الحنيفية الأبراهيمية فأعاد الإسلام السلسلة = سلسلة النبوات وأوجد حضارة متصلة برسالات السماء من لدن آدم عليه السلام الى محمد عليه الصلاة والسلام فكان كما قال صلى الله عليه وسلم " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كرجل بنى بيتآ فجمله وحسنه إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه فكان الناس يطوفون بالبيت ويعجبون ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وأنا خاتم المرسلين
فكان العصر الوسيط والنهضة الأوربية ثمرتين من ثمار الإسلام فكان من الطبيعي والحالة هذه أن يواجه الإسلام التحديات العاتية من أول ظهوره التحديات الوثنية واليهودية والنصرانية والمجوسية وأن تتعرض أمة الإسلام إلى كثير من التحديات الداخلية والخارجية أثناء مسيرة الإسلام وأثبت الإسلام قدرته على البقاء والاستمرار والتمدد فما دخل في أرض وخرج منها وما استطاعت الأزمات أن تقضي عليه أو تجعله ينهار وظل محتفظآ بذاتيته الخاصة الواضحة عن غيره من النحل والأديان
نعم واجه الإسلام منذ ظهوره في مكة إلى أن قامت دولته في المدينة المنورة
التحديات : تحدي وثنية قريش وتحدي أهل الكتاب من اليهود والنصارى داخل شبه الجزيرة وخارجها وتغلب على هذه التحديات وأمتد شرقآ وغربآ في عهد الخلفاء الراشدين وتعرض إلى محن داخلية إذ تمكن عبدالله بن سبأ اليهودي ومن على شاكلته من بذر التناقضات بين المسلمين ووسعوا هذه التناقضات فأدى ذلك إمتشاق الحسام واستمرت الأحداث زمن الأسرة الأموية واشتد التحدي من الداخل بين الاسلام ومن تضاهر بالاسلام من أهل الكتاب ومن الفرس والمجوس وكانت الأمة من الوعي على دينها ومن القوة في إيمانها والتمسك بعقيدتها بحيث فوتت على اصحاب الشر والفساد أهدافهم فسار الإسلام رغم ماأصاب المسلمين من جراح قدمآ إلى أن بدأت عقيدتهم تضعف وبدأ الزيغ يدخل نفوسهم فأصابهم التغير فقادهم الى الضعف مصداقآ لقوله سبحانه وتعالى: إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم _سورة الرعد الآية 11
فكانت العوامل الداخلية أهم من العوامل الخارجية التي أثرت على نقل العالم الإسلامي من ماضية المجيد إلى حاضره الأليم فحينما كانت الأمة خاضعة خضوعا تامآ لسلطان الإسلام حكمها ينبثق عن قانونه ومجتمعها يقوم على نضامه وأخلاقها مستلهمة من روحه عزت وتوحدت وأصابها الغنى وحينما أخذت هذه الأمة في الغربة عن الإسلام أصابها الفرقة والضعف والتخلف